كلمات المشاركين بالمؤتمر

الشيخ/ جراح جابر الأحمد الصباح نائب وزير الخارجية

سم الله الرحمن الرحيم،،،
أصحاب السعادة، الحضور الكريم،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

بدايةً، أود أن أنقل لكم جميعاً تحيات راعي المؤتمر، معالي السيد/ عبدالله علي اليحيا، وزير الخارجية، كما أتقدم بالشكر والتقدير لسعادة الشيخة/ فادية سعد العبدالله الصباح، رئيسة الإتحاد الكويتي للجمعيات النسائية، على تنظيم مؤتمر "المرأة العربية والأمن والسلام .. التحديات أمام النساء في الوطن العربي .. وقف العدوان على غزة الآن وليس غداً". وأغتنم هذه الفرصة للتأكيد على الدور الكبير والأهمية البالغة التي تمثلها المنظمات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في دعم قضايا المجتمع، لا سيما قضايا المرأة، مشيراً في هذا السياق وبكل اعتزاز بأن استضافة المؤتمر يأتي اتساقاً وتماشياً مع تعهدات دولة الكويت من خلال عضويتها في مجلس حقوق الإنسان للفترة من 2024 إلى 2026.

الحضور الكريم،،،

يعقد مؤتمرنا اليوم، والشعب الفلسطيني الشقيق يعاني من احتلال ممتد لعقود من الزمن، وعدواناً دموياً مستمراً على قطاع غزة لأكثر من أربعة أشهر، واعتداءات سافرة متواصلة دون رادع أو محاسبة، وانتهاكات صارخة للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، كل ذلك من قبل السلطة القائمة بالاحتلال. لقد راح ضحية الحرب المُدمرة على قطاع غزة أكثر من 28 ألف فلسطيني، الغالبية منهم من النساء والأطفال، وللأسف كل ذلك يحدث أمام عجز المجتمع الدولي عن وقف الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وفي ظل ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي.

وفي هذا الصدد، تُجدد دولة الكويت إدانتها واستنكارها الشديدين لاستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وتُكرر دعوتها إلى المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن، بضرورة تحمل مسؤولياته، والعمل على وقف هذا العدوان وبشكل فوري، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمحتاجين دون أية عراقيل، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين العزل، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية لوضع حد لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وضمان المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.

الحضور الكريم،،،

لقد كانت المرأة، وما زالت، أولى ضحايا الحروب، والنزاعات، والاضطرابات الأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية. ورغم ذلك، فإنها أثبتت بأنها قادرة على الصمود، ومواجهة الصعاب، وأداء المهام والأدوار الوطنية دفاعاً عن أرضها، والحفاظ على أسرتها، وتماسك مجتمعها.

إن سياسات تمكين المرأة للنهوض بمختلف المجالات في مجتمعاتها، لها انعكاس مباشر على استقرار الأوطان وأمنها وازدهارها، ووطننا العربي بحاجة لتظافر الجهود لتعزيز سياسات الدول في مجال تمكين المرأة، ولا سيما التمكين الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز حقوقها وتسهيل وصولها وتمكينها في عملية صنع القرار. ولا شك بأن التحديات التي تواجه النساء في الوطن العربي، هي تحديات كبيرة وبالغة الصعوبة، وقد استطاعت المرأة العربية بعزمها وإرادتها من نيل العديد من حقوقها المدنية والسياسية والاقتصادية، وأنني على ثقة بأن أهداف وغايات هذا المؤتمر ستصب نحو تحقيق المزيد من الخطوات الهامة في مجال تعزيز حقوق المرأة العربية.

الحضور الكريم،،،

إننا في دولة الكويت نولي مسألة النهوض بالمرأة الكويتية وتمكينها اهتماماً كبيراً، ومكتسباتها في هذا الإطار تزداد عاماً بعد عاماً، ونحن مؤمنين بالدور الهام والحيوي للمرأة في نهضة وطننا الغالي وتنميته وازدهاره. وقد حرصت دولة الكويت منذ بداية نشأتها ووضعها للأُسس التشريعية للدولة على حفظ وصون حقوق المرأة وحمايتها ودعم رسالتها الإنسانية والاجتماعية، وقد كفل دستور الدولة حقوق المرأة الكويتية، فالمادة (29) من الدستور أكدت على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، إيماناً من الآباء المؤسسين باعتبار المرأة شريك رئيسي وفاعل في بناء الوطن. وقد ساهمت جهود دولة الكويت خلال السنوات الماضية في دعم تمكين المرأة إلى أن وصلت نسبة تمثيل المرأة الكويتية في المناصب القيادية إلى 28٪ في مختلف قطاعات الدولة، بالإضافة لشغلها نسبة 64% من إجمالي القوى العاملة الوطنية في القطاع العام، و48% في القطاع الخاص.

لحضور الكريم،،،

لقد أصدر مجلس الأمن القرار رقم 1325 المعنون "المرأة والسلام والأمن" في عام 2000، والذي جاء ليؤكد على دور المرأة في منع نشوب النزاعات وحلها، وحفظ السلام، وبناء السلام، ومساعي المصالحة والوساطة، وإعادة البناء والتعافي بعد النزاعات. وفي هذا السياق، قامت دولة الكويت مؤخراً بإنشاء اللجنة الوطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325، وذلك برئاسة وزارة الخارجية، وتضم اللجنة بعضويتها الجهات الوطنية ذات الصلة، إيماناً منها بأهمية تعزيز العمل الدولي المشترك الرامي لمنع نشوب النزاعات الدولية وحماية المرأة عند نشوب هذه النزاعات، والتأكيد على احتياجاتها ومتطلباتها لما لها من دور رئيسي في المجتمع.

الحضور الكريم،،،

لطالما يعقد هذا المؤتمر في شهر فبراير – شهر التحرير من الاحتلال العراقي الغاشم – أسمحوا لي أن أُقدم تحية احترام وإجلال للنساء في وطني، مستذكراً بكل اعتزاز وفخر بأن المرأة الكويتية واجهت الاحتلال بكل شجاعة وبسالة، وكان لها دور كبير في صفوف المقاومة، وشاركت بتنظيم الحياة اليومية أثناء الاحتلال، وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان، وراح ضحية هذه المواقف البطولية العديد من النساء الكويتيات الشهيدات.

ختاماً، أتمنى لمؤتمركم التوفيق والنجاح في تحقيق أهدافه المنشودة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،